سورة الطور - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الطور)


        


{أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ}.
- أي خزائن أرزاقه ومقدوراته؟ {أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرونَ} المُتَسلِّطون عَلَى الناس؟
أم لهم سُلّمٌ يرتقون فيه فيستمعون ما يجري في السموات؟ {فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} ثم إنه سفّهَ أحلامهم فقال: {أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ}.
أم تسألهم عَلَى تبليغ الرسالة أجراً هلم مثقلون من الغُرم والإلزام في المال (بحيث يزهدهم ذلك في اتباعك؟).
{أَمْ عِنَدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ} ذلك؟
{أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً} أي أن يمكروا بك مكراً {فَالَّذِينَ كَفرُواْ هُمُ الْمَكِيدُونَ}.
{أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ} يفعل شيئاً مما يفعل الله؟ تنزيهاً له عن ذلك!
قوله جلّ ذكره: {وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً مِّنَ السَّمَآءِ سَاقِطاً يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ}.
أي إِنْ رأوْا قطعةً من السماء ساقطةً عليهم قالوا: إنه سحابٌ مركوم رُكم بعضه عَلَى بعض والمقصود أنهم مهما رَأَوْ من الآيات لا يُؤمِنون. ولو فتحنا عليهم باباً من السماء حتى شاهدوا بالعين لقالوا: إنما سُكرَتْ أبصارنا، وليس هذا عياناً ولا مشاهدةً.
قوله جلّ ذكره: {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاَ قُواْ يَوْمَهُمُ الَّذِى فِيهِ يُصْعَقُونَ يَوْمَ لاَ يُغْنِى عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ}.
أي فأعرضْ عنهم حتى يُلاقوا يومَهم الذي فيه يموتون، يوم لا يُغْني عنهم كيدُهم شيئاً، ولا يُمْنَعون من عذابنا.
قوله جلّ ذكره: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَالِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}.
دونَ يوم القيامة لهم عذابُ القَتْلِ والسّبْيِ، وما نَزَلَ بهم من الهوان والخزي يوم بدر وغيره.
{وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}: أَنَّ اللَّهَ ناصرٌ لدينه.
قوله جلّ ذكره: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}.
أنت بمرأىً مِنَّا، وفي نصرةٍ منَّا.
{فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}: في هذا تخفيفٌ عليه وهو يقاسي الصبر.
{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ}
أي تقوم للصلاةِ المفروضةِ عليك.
{وَمِنَ الَّيْلِ فِسَبِّحهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ}.
قيل: المغرب والعشاء وركعتا الفجر.
وفي الآية دليل وإشارة إلى أنه أَمَرَه أَنْ يَذْكُرَه في كلَّ وقت، وألا يخلوَ وقتٌ من ذِكْره.
والصبرُ لحُكمِ اللَّهِ شديدٌ، ولكن إذا عَرَفَ اطلاعَ الربِّ عليه سَهُلَ عليه ذلك وهان.

1 | 2 | 3 | 4